حيروت – بي بي سي
أعلن وزير الدفاع الأمريكي لويد اوستن أن بلاده ستنشر طائرات مقاتلة من الجيل الخامس في دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتعرض منذ أسابيع لهجمات متزايدة بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة من قبل جماعة أنصار الله الحوثية في اليمن. كما ستزود الولايات المتحدة الإمارات بمعلومات إنذار مبكر عن الهجمات التي تستهدف الإمارات.
وسترسل الولايات المتحدة كذلك المدمرة يو إس إس كول إلى الإمارات للعمل مع البحرية الإماراتية للتصدي للهجمات التي تستهدف الدولة الخليجية التي تستضيف نحو ألفي جندي أمريكي في قاعدة الظفرة الجوية التي تضم أسلحة أمريكية متطورة مثل طائرات إف 35 وطائرات مسيرة وأنظمة دفاع جوي وأنظمة مضادة للصواريخ من طراز باتريوت.
وللمدمرة كول المزودة بصواريخ موجهة تاريخ طويل في المنطقة العربية.
الزورق الانتحاري
في 12 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 2000، كانت المدمرة كول راسية في ميناء عدن من أجل التزود بالوقود. قاد انتحاريان روزقا مطاطيا محملاً بأكثر من 200 كيلو غرام من المتفجرات القوية وصدما به المدمرة.
أحدث الانفجار الهائل فجوة كبيرة في هيكل المدمرة، لكنه فشل في إغراقها.
قتل 17 بحاراً أمريكيا وأصيب تسعة وثلاثون آخرون في الهجوم الذي تبناه تنظيم القاعدة.
قالت الحكومة اليمنية في البداية إن انفجاراً وقع على متن المدمرة، لكنها أقرت بعد يومين أنها تعرضت لهجوم إرهابي.
بعد أيام قليلة، وصل ضباط من مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى اليمن للتحقيق، وما لبثت أن اتهمت الحكومة الأمريكية تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الهجوم وحددت أسماء عدد من المشتبه بهم.
ألقت السلطات اليمنية القبض على عبد الرحمن البدوي وفهد القصع لدورهما في الهجوم.
وقالت السلطات الأمريكية واليمنية إن المواطن السعودي عبد الرحيم الناشري لعب دورا محوريا في الهجوم.
وفي عام 2004، عقدت في اليمن أولى جلسات محاكمة المتهمين بتدبير الهجوم وهم جمال البدوي وفهد القصع ومأمون سعيد وعلى المرفدي ومراد سليم وعبدالرحيم الناشري.
وأشارت النيابة فى قرار الاتهام إلى أن المذكورين خططوا منذ عام 1997 للقيام بأعمال إرهابية بعد سفرهم إلى أفغانستان وتلقيهم تدريبات فى استخدام السلاح وتصنيع المتفجرات برعاية تنظيم القاعدة الذى يتزعمه أسامه بن لادن.
واتهمت النيابة عبدالرحمن الناشرى (كان معتقلا لدى السلطات الأمريكية وحوكم غيابياً) وجمال البدوى بالقيام بدور رئيسي فى عملية تفجير المدمرة الأمريكية التى نفذها كل من حسان الخامري وإبراهيم الثور بواسطة زورق مفخخ ولقيا مصرعهما خلالها.
وجاء فى قرار الاتهام أن المتهمين تلقوا دعما ماليا من تنظيم القاعدة يقدر بـ 36 الف دولار لأجل تنفيذ الهجوم على المدمرة.
أصدرت إحدى المحاكم اليمنية أحكامها على المتهمين الستة وتراوحت الأحكام بين الاعدام ( الناشري والبدوي) والسجن لمدد متفاوتة تراوحت ما بين خمس إلى عشر سنوات.
وتم تخفيف حكم الإعدام بحق البدوي إلى السجن المؤبد لا حقا.
وفي عام 2006، فر البدوي من السجن وظل متواريا إلى أن أعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب مقتله في غارة جوية أمريكية في اليمن أوائل عام 2019.
في شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2002 قتل عضو القاعدة سالم سنان الحارثي (أبو علي الحارثي) في غارة جوية بواسطة طائرة أمريكية مسيرة إلى جانب خمسة أشخاص كانوا برفقته على بعد 160 كيلو مترا شرق العاصمة اليمنية صنعاء. ويعتقد أن الحارثي هو من قام بالتخطيط للهجوم على المدمرة كول.
وفي ذات الشهر قالت السلطات الأمريكية إنها ألقت القبض على الناشري وإنه معتقل في مكان سري ويخضع للتحقيق. وكان الناشري معتقلا في دولة الإمارات وسلمته إلى السلطات الأمريكية.
وبعد أربع سنوات من سجنه في مواقع سرية حول العالم والتحقيق معه من قبل وكالة المخابرات المركزية الأمريكية، أعلنت الولايات المتحدة عام 2006 عن ترحيل الناشري إلى معسكر غونتانامو.
في عام 2008 وجه القضاء العسكري الأمريكي تهمة القتل للناشري لدوره في تفجير المدمرة كول وهو لا يزال رهن الاعتقال في غوانتانامو.
في 31 مارس/آذار 2021 أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أن السودان دفع مبلغ 335 مليون دولار تعويضا لعائلات أمريكية من ضحايا هجمات شنها تنظيم “القاعدة” على سفارتي واشنطن في كينيا وتنزانيا عام 1998 وأيضا لأسر ضحايا الهجوم الذي نفذته القاعدة ضد المدمرة كول.
وقال ناطق باسم الخارجية الأمريكية أن المبلغ المذكور آنفاً يضاف إلى مبلغ 72.5 مليون دولار سبق أن دفعه السودان لأسر ضحايا المدمرة كول في إطار تسوية مالية.
معلومات عن المدمرة
انتهى بناء المدمرة في عام 1994 ودخلت الخدمة الكاملة عام 1996.
طول المدمرة : 154 متراً وعرضها 20.4 متر
الوزن: 8300 طن
السرعة: 30 عقدة بحرية
التسليح: منصتا إطلاق صواريخ بعيدة المدى مثل صاروخ توماهوك المجنح، توربيدات، صواريخ مضادة لأهداف بحرية، مدفع عيار 127 ملم ومدفعان رشاشان للتعامل مع الأهداف القريبة والصواريخ المضادة للسفن والطائرات العمودية.
بلغت كلفة المدمرة عند دخولها الخدمة أكثر من 789 مليون دولار. واستغرقت عملية إصلاحها أقل من عام وقدرت تكاليفها بنحو ربع مليار دولار.