قوات الحوثي تتوعّد الإمارات بالمزيد من الضربات المؤلمة.. الملف لم يُغلق بعد!
حيروت – صنعاء
صنعاء | للمرّة الثالثة في غضون أسبوعين، استهدفت القوّة الصاروخية وسلاح الجوّ المسيّر التابعان لقوات الحوثي، مدينتَي دبي وأبو ظبي، في عملية تؤكد مصادر مطّلعة في صنعاء أنها لن تكون الأخيرة، إذا لم توقف الإمارات مشاركتها في العدوان على اليمن، وتنسحب بشكل كامل من هذا البلد. واستهدفت العملية، التي جاءت بعد أيام من استهداف قاعدة الظفرة الإماراتية التي تحتضن قرابة 3000 جندي أميركي، مواقع حسّاسة ونوعية في أبو ظبي بعدد من صواريخ «ذو الفقار» الباليستية، وأخرى في إمارة دبي بعدد من طائرات «صمّاد 3» الطويلة المدى، في رسالة إلى الإمارات بأن محاولتها استخدام المراوغة والخداع مجدّداً، لن تلْقى قبولاً لدى جماعة الحوثي.
والجديد في «إعصار اليمن» الثالثة أن المتحدّث الرسمي باسم قوات الجيش الموالي للحوثي، العميد يحيى سريع، أعلن العملية فور تنفيذها، بل إن مصادر متعدّدة قالت إن «الإعلان جرى فيما كان الهجوم في طور التنفيذ»، في ما يُمثّل تحدّياً واضحاً من جماعة الحوثي للدفاعات الإماراتية. وأكدت المصادر أن «دولة الإمارات أصبحت ساحة حرب مفتوحة»، مضيفة أن «صنعاء قادرة على ضرب كلّ أهدافها فيها في الوقت والمكان المناسبَين». وكان سريع حذّر، في بيانه، من أن الإمارات «ستظلّ دويلة غير آمنة طالما استمرّت أدوات العدو الإسرائيلي في أبو ظبي ودبي تستهدف الشعب اليمني»، وجدّد دعوته المواطنين والمقيمين والشركات إلى الابتعاد عن المقرّات والمنشآت الحيوية في هذه الدولة، كونها عرضة للاستهداف خلال الفترة المقبلة.
من جهته، وجّه رئيس «المجلس السياسي الأعلى» التابع لجماعة الحوثي في صنعاء، مهدي المشاط، القوّة الصاروخية وسلاح الجوّ المسيّر بـ«مضاعفة الجهود والاستمرار في عمليات نوعية رادعة للمعتدين». وأشار المشاط، في تصريح صحافي نقلته وكالة الأنباء «سبأ»، إلى أن «القوات المسلّحة اليمنية حذّرت في السابق من أن استمرار العدوان والحصار، والسعي لاحتلال بلدنا، سيشكّل مخاطر على الاقتصاد والاستثمار في الإمارات»، مضيفاً أن «الأميركي والإسرائيلي لا يمكن أن يوفّرا أيّ حماية لدول العدوان، وأسلحتهما أثبتت فشلها وعجزها». ولفتت وزارة الخارجية في حكومة صنعاء، بدورها، إلى أن عمليات الجيش و«اللجان» في العمق الإماراتي ليست بالمفاجئة، وإنّما «نتيجة طبيعية لتحذيرات سابقة فُهمت خطأ من قبل دولتَي العدوان، السعودية والإمارات»، داعيةً أبو ظبي والرياض إلى «تحكيم العقل واغتنام مبادرات السلام المطروحة».
وأعقبت العمليات فجر أمس من غارات عنيفة على العاصمة صنعاء، استهدفت عدداً من المناطق التي سبق أن تمّ ضربها عشرات المرّات، وخصوصاً منها الحصبة والنهضة وتبّة التلفزيون. وفي هذا الإطار، قالت هيئة رئاسة مجلس النواب في صنعاء، في بيان، إن «عملية إعصار اليمن الثالثة تأتي في إطار الرد المشروع ومواجهة التصعيد بالتصعيد، حتى يرتدع العدو»، مضيفة أن «اليمن لن يقف مكتوف الأيدي والشعب اليمني يعاني من ويلات الحصار الخانق ويُرتكب في حقّه المزيد من المجازر». واعتبر مستشار «المجلس السياسي الأعلى»، محمد طاهر أنعم، بدوره، أن «العملية تعبّر عن رفض الشعب اليمني لتدنيس أرضنا في الجزيرة العربية باستقبال رئيس الكيان الصهيوني، وكان تعبيرنا عملياً، وليس بالشجب والتنديد اللذين لا يجديان»، فيما رأى ناشطون موالون لحركة «أنصار الله» في الهجوم «هدية متواضعة من القوة الصاروخية وطيران الجو المسيّر لأسر الشهداء والجرحى والمعتقلين ومجاهدي فلسطين، وستليها هدايا يمانية قادمة في إطار تلويح صنعاء بضرب أهداف إسرائيلية بعدما أصبحت الصواريخ الباليستية اليمنية والطائرات المسيّرة تصل إلى إيلات وما بعد إيلات».