الفنانة القديرة “أنيسه أنيس” نموذج المسرح الهادف والمورث الشعبي

بقلم / نبيل غالب

الرقابة من أي نوع كانت هي اعتداء على حرية المبدع المسرحي، لأنها تعطيل لإبداعه وحكمٌ عليه بالولادة ميتاً، فالمسرحي متى خضع لأوامر السياسي أو الفقيه، تعطل دوره كباحث وناقد ومحاور، وتحول إلى مجرد موظف رسمي يتلقى التعليمات وينفذ الأوامر .. وكفى الله “المسرحيين” شرّ القتال.. !

مقتطف من كلمة الفنان القدير “رفيق علي أحمد”_ في يوم “المسرح العربي”_
تسترشد الفنانة القديرة “أنيسه أنيس”_ رئيس مركز الفنون والثقافة والموروث الشعبي في مدينة “عدن”_ بمعاني هذه المقولة الرائعة، في تنفيد أعملها المسرحية، وفي تصاميم رقصاتها، والفنون الشعبية والثقافية المتوارثه بشكل عام.

وأيمانآ منها بأهمية ذلك في تقديم الوجه الحقيقي للإبداع، عملت جاهدة على تأسيس “مركز الفنون والثقافة والموروث الشعبي” في مدينة “عدن”_ بهدف النهوض ودعم التراث، وبعد أن تحقق لها ذلك، تعمل جاهدة على نشر رسالة الفنون والثقافة الهادفة المستمده من تاريخ تراثنا ” اليمني” الغزير والعميق في جذورة.

ولإنجاز قدر أكبر في تحقيق ذلك، قدمت نشاطات في المركز مع الكادر الفني والمتخصص، دورات تأهيلية في مجالات الفنون المختلفة، وعملت على تنظيم الفعاليات والندوات والانخراط في المشاركات بالمهرجانات والمعارض ومسرح الطفل والدمى والمسرح الحديث، مع ايلائها الأهتمام الخاص بالموروث الشعبي والثقافي، والحرف اليدوية، من خلال فعاليات أستهدفت فيها مختلف فئات المجتمع، نحو الحفاظ على مورثنا المحلي.

الفنانة “أنيسه أنيس” هي نمودج في التفاني في تقديم مختلف اعمالها بإبداع متناهي الجمال الممهور برقي الطرح الهادف، ولديها الكثير من الأعمال المحلية والدولية في مجال الفنون الشعبية والمسرح الحديث، في الدول الأسكندنافية خاصة في “السويد”_ والدول العربية، ومثلت البلد باقتدار في الكثير من المحافل الدولية ومهرجاناتها، وهي العضوة في منظمة “سيد” التابعة لليونسكو للفنون .

أعمالها المسرحية وخاصة التي قدمتها والأخرى التي مازالت تعكف على تقديمهما، تبحت فيها كثيرآ عن نص يتمحور بإختلافه عن التقليد المكرر، لتبرز فيه صورة حديثة وبما يتلائم وبيئة المجتمع في مدينة “عدن”_ المتعطش للأعمال المسرحية وخاصة ” مسرح الطفل”_ الذي تسعى جاهدة أحياء تاريخه، حيت تجتهد في أبتكار طرق مرتبطة بمحاكاة واقع الحياة اليومية للعامة وسلوكياتهم، من خلال العرض، بهدف توصيل التغيير المطلوب ليحاكي المتلقي وبأسلوب مختلف عن الطريقه الأعتيادية برغبة وترفيه للجميع.

وبرؤية ثاقبة تبتكر في المعالجة للقصة وتحويلها الى نص مسرحي حركي أستعراضي ممتع، يبدع المشتغلين في “مركز الفنون والثقافة والموروث الشعبي”، فريق الفنون المسرحية الحديثة، واقصد هنا فريق المسرح المعاصر المصاحب لأعمالها، في تقديم العديد من العروض، في أداء مسرحيات بمظمون هادف مثل وليس الحصر: مسرحية “الظل” و “الهجير”_ للأستاذ جميل محفوظ، اللتان نالت استحسان قطاع واسع من الجمهور.

والفنانة القديرة “أنيسة أنيس حسن عباس” من مواليد مدينة “عدن”_ درست الابتدائية والإعدادية في مدارس “عدن”_ وحاصلة على الثانوية الفنية من المعهد الفني (هندسة بناء) وكذلك حاصله على دبلوم في (الهندسة المعمارية) لاحقاً عام 82م، وتعتبر من مؤسسي الفرقة الوطنية للرقص الشعبي التابعة لوزارة
الثقافة منذ عام 74م، وأبتعثت من قبل وزارة الثقافة بصفتها موظفة رسمية في الوزارة مندو عام 79م للدراسة الجامعية في عام 82م لمدة (6) سنوات حيت حصلت على شهادة الماجستير في مجال أخراج “البالية والفنون الشعبية”.

أطروحات مبدعينا الفنية كثيرة، واعمالهم الرائعه أكثر.. فمتى يمكننا الأستفادة من هذة القدرات في أيصال الرسائل الفنية الهادفة، تجاه المجتمع الذي أنهكته الحروب، واضحى متعطشآ الأستمتاع بالفنون، بهدف التغيير وتهذيب الروح من مآلات أوجاع المرحلة .. ؟؟