مشكلة الحوثي مع السعودية بقلم| نصر صالح
بقلم| نصر صالح
يبررون وقوفهم مع عدوان خارجي ضد بلادهم، بذريعة إنما هم يحاربون “الحوثي” لأنه خذل الرئيس هادي وتمرد على شرعيته.. وواقع الحال؛ فإن الحوثي لم يخذل هادي أبدا.. وللتذكير:
– عندما سيطر الحوثيون على السلطة (برضى وتسهيل الدولة اليمنية العميقة) في أغسطس 2014م، لم يعترض الحوثي على رئاسة هادي وتركه في منصبه رئيسا للجمهورية ليستكمل مهام فترته الانتقالية، واستمر في منصبه لمدة 5 أشهر حتى 20 يناير 2015م حين استقال من المنصب بنفسه بعد استفالة رئيس الحكومة بحاح، رغم أن هادي كان منذ 20 فبراير 2014م في المنصب لعام تمديدي إضافي من خارج “المبادرة الخليجية لتسوية الأزمة اليمنية – 23 نوفنبر 2011م”، حيث قامت أحزاب المشترك بمنحه عام إضافي واحد لفترته الانتقالية ليستكمل ما كانت “المبادرة الخليجية” قد حددت له من مهام لينفذها خلال الفترة الانتقالية وهي: تعديل بعض مواد الدستور واستكمال “الحوار الوطني” والإعداد لانتخاب رئيس جمهورية ثابت.
– عبد ربه منصور هادي، منتحل لمنصب رئيس الجمهورية اليمنية منذ 20 فبراير 2015م، أي قبل شن الحرب عسكريا على الجمهورية اليمنية بـ 34 يوما. وهو ينتحل هذه الصفة بتكليف من المملكة السعودية لتبرير حربها العدوانية على اليمن، باعتباره رئيس البلاد وهو من طلب من السعودية (وبقية تحالفها) أن تتدخل عسكريا في اليمن لانتزاع السلطة من الحوثيين. ومشكلة الحوثي مع السعودية، هي أن الحوثيين اعلنوا تمردهم على الوصاية السعودية (كما تمردوا على وصاية من لهم وصاية على السعودية)، وظهروا أنهم سيستثمروا حقل نفط وغاز الجوف متجاوزين “الفيتو” الخليجي المغطى بضوء أخضر من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية، القاضي بتجميد استغلال هذه الثروة لأجل غير محدد، لأن هذا الحوض الذي يكتنز ثلث احتياطي العالم من الوقود الأحفوري، المخزون (المجمد) فيه يساوي مجموع ما لدى دول الخليج مجتمعة من النفط والغاز، فإذا استثمرته اليمن سيكون شعبها أغنى من كل دول الجزيرة والخليج المجاورة، وهذا ما لا يمكن أن تتقبله الشقيقة واخواتها.